عندما يحتكر الإنسان الحق والصواب لنفسه فإنه يصير بعض حيوان
ويتصرف وفقا لذلك, ولعل ذلك ليس مرتبط بزمن معين
صوت المعتقل
أشْدُدْ سِيَاطَكَ مَا تَشَاءُ أَمَامِى
لاَ شَيْئَ يُعْفِيكُمْ سِوَىَ إِعْدَامِى
مَرِّنْ ذِرَاعَكَ قَبْلَ أَنْ تَأتِى هُنَا
سَتَمَلُّ مِنْ تَعْذِيبِ رَوْحِ عِصَامِ
خُذْ رَاحَةً ثُمَّ إسْتَعِدْ لضَرْبَةٍ
يَغْشَىَ
عَلَيَّ بِهَا وَدُكْ عِظَامِى
وأَرْجِعْ إلى المَأْمُورِ تَأْخُذْ
حِصَّةً
مِنْ مَالِنَا
وإنْعَمْ بِضَرْبِ سَلَامِ
وإرْجِعْ لأَوْلَادٍ رَأَوْكَ مُدَافِعَاً
عَنْ أَمْنِهِمْ
فى السِّجْنِ مِنْ أَحْلَامِى
وأعْطِيهُمُو مَالاً وَلَكِنْ قُلْ لَهُمْ
رِفْقَاً فَهَذَا مِنْ دِمَاءِ غُلَامِ
أوْ كَانِ مِنْ قَبْلِ المَجِئِ غُلَامُ
ما بَعْدُ ( خَمْسٍ)
فِى الْعَذَابِ الدَّامِى
إنِّى أُعْتُقِلْتُ ولا أَرَآنِى مُجْرِماً
حَبْسٌ
بِلَا قَاضٍ لنَا وَمُحَامِى
قَبَضُواعَليَّ بِالظَّلَامِ فَرِيسَةً
صَيْدُ اللئِيمِ مُدَبَّرٌ بِظَلَامٍ
قَدْ دُسْتَ أَحْلَامِى وَتُخْفِى سِحْنَةً
مَاذَا عَسَاكَ
تَخَافُ ؟ مِنْ أَحْلَامِى!؟
أتَخَافُ مِنْ جَسَدٍ نَحِيلٍ تَالِفٍ
وَسَلاسِلٌ
بِيَدَيَ وَالأقْدَامُ؟!
أتَخَافُ مِنْ عَيْنِى بِهَا نُورٌ يَشُــ
ـعُ فَيَقْطَع
الآمَالَ فى إرْغَامِى؟!
ماذا تُرِيدُ مِنْ الْعَذَابِ؟ إجَابَةً؟
فَالْلهُ
مِنْ فَوْقِى وَمِصْرُ أمَامِى
أتَوَدُ كُفْرِىِ بِالإِلَهِ وأدَّعِىِ
وَأَقُوُلُ
فى بَلَدِىِ وفى إسْلَامِى
كُفْراً بِرَبِّكَ والْحُكُوُمَةِ عِنْدَكُمْ
وبِنَارِكُمْ
وَنَعِيمِكُمْ ونِظَامِ
كُفْراً بِرَبِّكَ والسِّيَاسَةِ عِنْدَكُمْ
وَبِحَرْبِكُمْ وَبِجُهْدِكُمْ وسَلَامِ
مَاذا تُرِيدُ مِنْ العَذَابِ ؟إهَانَتِى؟!
مابَعْدَ
صَلْبِى كَالذَّبِيحِ الدَّامِى؟!
ءَإِنْ إعْتَرَفْتُ بِأَنَّنِى دَبَّرْتُ قَتْـــ
ـــلَ النَّاسِ عَمْدَاً قَدْ يَحِينُ
طَعَامِى
ءَإِنْ إعْتَرَفْتُ بِأنَّنِى قُدْتُ إنْقِلَا
بـــَــاً
ضِدَّ رَاعِينَا يَحِينُ مَنَامِى
حَاكَمْتُمُونِى كَىْ تَبِينَ خَطِيئَتِى؟!
لَمْ تَجْرُءُوا أَنْ تَسْمَحُوا بِكَلَامِ
مَنْ ذَا الذِى وضَعَ السَّمَاءَ بَأَرْضِكُمْ
كَىْ تَفْصِلُوا فى جَنَّتِى وضِرَامِ
مَنْ عَلَّمَ الْجَلَّادِ يَذْكُرُ رَبَّهُ
قَبْلَ
الْعَذَابِ فَذَا مِنْ الإسْلَامِ
مَنْ أنْبَأَ الأبْرَارَ فيِكُمْ أنَّنِى
لا حَقَّ لِى يَوْمَ القَصَاصِ الْعَامِ
مَنْ خَطَّ فِيكُمْ لَوْحَهُ كَىْ تَقْنَعُوا
أنَّ
الرَّحِيمَ رِضَاهُ فى الإجْرَامِ
لا عِلْمَ لىِ بِالْوَحْيِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
واللهُ عَدْلٌ لَيْسَ بَالظَّلَامِ
ياللنُّفُوسِ إذا تَعَالَتْ غَرَّهَا
سُلْطَانُهَا
يَاظُلْمَةَ المُتَعَامِى
تَتَعَجَّبُونَ مِنْ الْغُرُورِ فَلَسْتُ مَــغْـ
ـــرُورَاً
وَلَكِنْ صَامِدُ الأَوْهَامِ
إنِّى أُمَنِّى النَّفْسَ أنْ تَحْيَى لِكَىْ
تَلْقَىَ
الأَحِبَّةَ فى غَدٍ بَسَّامِ
لَوْلَاهُ كُنْتُ هَلَكْتُ فى زِنْزَانَتِى
ورَحَلْتُ
فى صَمْتِ مَعَ الأَحْلَامِ
وغَدَاً سَأَخْرَجُ مِنْ ظَلَاِم السِّجْنِ
نَحْــــوَ
النُّورِ بَيْنَ الأَهْلِ بَيْنَ كِرَامِ
سَتَكُفُّ أُمِّىِ عَنْ بُكَائِى كُلَّمَا
نَظَرَتْ
إلى بِنْتِى مَنْ الأَيْتَامِ
قَدْ يُتِّمَتْ والأَبُّ حَيْىٌ مَا يُرَىَ
يَا
لَيْتَهُمْ عَلِمُوا طَرِيقَ مَقَامِى
وغَدَاً سُمَيْةُ سَوْفَ تُقْبِلُ يَا أَبَىِ ..........
أتُرَاهَا كَمْ بَلَغَتْ مِنْ الأَعْوَامِ؟
أتُرَاهَا مِثْلِى أَمْ سَتُشْبِهُ أُمَّهَا
أَمْ
جَدَّهَا, أمْ خَالَهَا, يَاليْتَهَا قُدَّامِى
مَنْ ذَا يُقَايِضُنِى بِنَظْرَةٍ طِفْلَتِى
يَوْمَاً
وَيَأْخُذ بَاقِيَ الأيَّامِ
مَنْ ذَا يُقَايِضُنِى بِبَسْمَةِ شَارِعِى
وقْتَ الأصِيلِ, عَلَىَ الأصِيلِ سَلَامِى
مَنْ ذَا يُقَايِضُنِى بِصُحْبَةِ صَاحِبِى
وَسَعَادِةٍ
عَاشَتْ مَعَ الأَيَّامِ
مَنْ ذَا يُقَايِضُنِى بَضَمَّةِ مَنْزِلِى
يَوْمَاً,
ويَأْتِى بَعْدَهُ إِعْدَامِى
مَنْ ذَا يُذَكِّرُ مِصْرَ أَنَّ عِيَالَهَا
رَضَعُوا
المَهَانَةَ فَأْذَنِى بِفِطَامِ
الذُّلُّ يَحْكُمُ عَيْشَنَا والأَمْنُ يَحْـــــــ
ــــطِمُ
عُشَّنَا والخِزْىُ للْمِقْدَامِ
عِشْنَا عَلَى حَيْدِ الْحَيَاةِ ورَغْمَ
ذَا
فَحَيَاتُنَا جَرُّ مِنْ الأَقْلَامِ
قُولُوُا لأُمِّى إنْ أَتَاكِىِ مَقْتَلِى
لا تَحْزَنِى
وإسْتَغْفِرِىِ لِعِظَامِ
قُولُوُا لَهَا إنَّ إبْنَكِ المَقْتُولُ ظُلْـ
ــــــــمَاً
لَمْ يَكُنْ يَسْعَىَ إلى الآَثَامِ
قَتَلَتْهُ يَا أُمِّىِ بِلَادِى رَغْمَ مَا
قُلْتِيِهِ فى صِغَرِىِ
عَنْ الأَحْلَامِ
عَلَّمْتِنِى أَنَّ البِلَادَ كَعِرْضِنَا
حَرَمٌ,
وَلَوْ نُرْمَى بِشَرِّ سِهَامِ
عَلَّمْتِنِى أنَّ البِلَادَ بِحُبِّهَا
نَحْيَا وَلَا يَبْلَىَ مَعَ الأَيَّامِ
لَكِنَّنِى بَعْدَ الذِىِ أُسْقِيتُهُ
أَدْرَكْتُ
فى سِجْنِى صَرِيحَ مَقَامِى
أدْرَكْتُ أنَّ الحُبَّ أَصْبَحَ
سِلْعَةً
أَوْخُدْعَةً للشَّعْبِ بِالأَوْهَامِ
لَيْسَتْ بِلَادِى, لَيْسَ حُبِّى
إنَّمَا
هِيَ ضَيْعَةً
للحُكْمِ وَالحُكَّامِ
أمَّاهُ ,لا تَدْعِى لـهَا بَعْدَ الذِى
فَعَلَتْهُ فى حَقّىِ وقَلْبِى الظَامِى
لاتَرْفَعِى يَدَكِ الضَّعِيفَةَ
فى الدُّجَى
تَدْعِى لَهَا, وإدْعِى
عَلَى الظُّلَّامِ
وخُدِعْتُ فى صِغَرِى بِأنَّ
بِلَادَنَا
قَدْ حَرَّرَتْنَا
مِنْ يَهُود لِئَامِ
مَالْفَرْقُ بَيْنَ يَهُودِنَا
وَيَهُودِهِمْ
مَاالإسْمِ إلَّا خُدْعَةِ الإِعْلَامِ
فَهُنَاكَ أَسْرٌ,ثُمَّ تَعْذِيبٌ
وقُلْ
ظُلْمَاً يُقَطِّعُ
مُهْجَةَ الأصْنَامِ
أمَّا هُنَا فَالْحَبْسُ أَهْوَنُ
مَا تَرَىَ ............
فى السِّجْنِ أَيَاتٌ
مِنْ الأَلآمِ
فى بِئْرِ سَبْعٍ يَعْرِفُونَ
جَرِيمَتِى
بَطَلٌ يُحَارِبُ
دَوْلَةَ الإِجْرَامِ
أمَّا بِلَادِى لَسْتُ أَعْلَمُ
تُهْمَتِى
غَيْرَ الطَّوَارِئِ
حَامِيَ الأَعْلَامِ
لاتَسْتَطِيعُ بِلَادُنَا عَيْشَاً
بِغَيْـ
ــــرِ وُجُودِهِ, نَحْنُ
المَكَانُ النَّامِى
قَدْ صَارَ سِكِينَاً يُذَبِّحُ
حُلْمَنَا
وشُعُوبَنَا
كَالْفَاهِمِ المُتَعَامِى
أنَا لسْتُ أَدْرِى هَلْ سَيَخْضَعُ
شَعْبُنَا
فَلْيَنْتَفِضْ
كَالطَّيْرِ قَبْلَ قِيَامِ
فَالطَّيْرُ لَوْ نَفَضَ
الْجَنَاحَ أَرَاحَهُ
مِنْ بَعْضِ أَوْسَاخٍ وَلَدْغِ هَوَامِ
إضْرِبْ وضَعْ يَدَكَ الشَّرِيفَةَ
فى دَمِى
وإفْخَرْ بِأنَّكَ
حَامِيَ الْحُكَّامِ
ضَرْبُ الضَّعِيفِ مَعَرَّةٌ,
وإنْ إفْتَخَرْ
جَلَّادُنَا ,فإرْقُبْ
زَوَالَ نِظَامِ
آمَنْتُ بِاللهِ الْعَظِيمِ
وإنَّنِى
أدْرِىِ بِأنَّ
اللهَ عَوْنُ كِرَامِ
سَيُغَيَّرُ الرَّحْمَنُ شِرْعَةَ
ظَالِمٍ
يَوْمَاً, وإنْ طَاَلَتْ
دُجَىَ الأيَّامِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق